أميرة الصحراء(((النخلة)))

ترتبط النخلة بتراثنا منذ آلاف السنين، فهي رمز للحياة والعمران، وعلامة من علامات الحضارة في وطننا العربي، ذلك أنها كانت تمثل العنصر الأساسي في الغذاء، والكساء، والتعمير.

وقد تميزت شجرة النخيل بمزايا جعلت منها رمزا للثبات، والتكيف مع الأحوال المناخية القاسية، إذ تزدهر زراعة النخيل، وتطين ثماره فس البقاع الذي يسودها طقس مرتفع الحرارة، قليل الرطوبة،
لذلك كانت الجزيرة العربية منذ القدم من المواطن الأولى للنخيل، نظرا لطبيعتها الصحراوية وطقسها الحار، ويملك وطننا العربي زهاء سبعين في المائة من أشجار النخيل في العالم، وينتج أكثر من ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي للتمور.

وترتبط أهمية شجرة النخيل بفوائدها المتعددة، فقد عرفت منافع التمر منذ فجر التاريخ، وظهرت فوائده في الطب، والصناعات القديمة، والحديثة.
ويكفينا إشارة إلى فضل النخلة ما حباها الله -سبحانه-من تكريم، وما خصها به من فضائل، بوصغها نعمة من النعم التي أنعم بها على عباده،
فقال تعالى:
((ونزلنا من السماء ماءً مبركا فأنبتنا به جنت وحب الحصيد*والنخل باسقت لها طلع نضيد))
كما كرمت السنة الكريمة النخلة فقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة في أنا أمره كله خير كالنخلة، فقال:
((مثل المؤمن مثل النخلة:ما أخذت منها شيء نفعك))
والنخلة آية من آيات الله، تعلمنا الشموخ والصبر وقوة الإحتمال، والعطاء، بوقوفها شامخة في وجه الجفاف والتصحر على مر السنين، وبعطائها السخي.
ولقد إهتم أهلونا-منذ القدم-بزراعتها، وأولوها العناية والرعاية والتكريم، وإذا فإن لزارعي النخيل، إكتسبوها عن طريق التوارث من الأجداد وعن طريق الممارسة.

وهكذا تنتقل الخبرة من جيل إلى جيل، فيتعرف الجيل الجديد أسرار هذه الثروة المباركة، فيحافظ عليها ويعمل على تنمية ما أنبته الله لنا من أشجار باسقات ترتفع بهاماتها نحو السماء، تعطي خيراً نإكله.

ويحرص الزارع عند غرس الفسائل أن تكون كل منها بعيدة عن الأخرى بمسافة تتراوح بين (8إلى 10متر)، إذ إن طول سعف النخلة يصل عندما تكبر إلى(4أو5 متر) فيلتقي بسعف النخلة المجاورة إذا ما كانت قريبة منها، ولذلك قيل في المثل على لسان النخلة عن جارتها تقول:
((إبعدها عني، وخذ ثمرتها مني)).

مشكور اخي الكريم على هذا الموضوع القيم

تحياتي